بسم الله، والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد..
يختلف حكم إطالة الشعر باختلاف نية فاعله ، والله المطلع على ما تضمر القلوب ، فإذا كانت النية اتباع الهدي النبوي فهذا أمر طيب ، أما إن كانت النية التشبه بالكفار أو استمالة النساء فهذه نية فاسدة .
يقول الشيخ عبد الله بن عبد الوهاب بن سردار من علماء المملكة العربية السعودية :
العمل يكون مستحباً مسنوناً إذا تحقق فيه شرطان:
الأول:أن تكون النية في العمل خالصة لله لا تشوبها أي شائبة.
الثاني : أن يكون العمل صواباً ورد به الدليل.
و إطالة الشعر أمر ورد به الدليل فقد قال أنس –رضي الله عنه-:"كان شعر النبي –صلى الله عليه وسلم- يضرب منكبيه" رواه البخاري ، ومسلم، واللفظ له –رحمه الله-، ولكن نسأل: ما نية الذي يريد تطويل شعره؟ وما مقصده؟
فإن كانت نيته اتباع سنة النبي –صلى الله عليه وسلم- والله يعلم ذلك منه- فقد تحقق فيه الشرطان، وأصبح عمله مسنوناً مستحبا ، ويؤجر عليه –إن شاء الله تعالى-.
وأما إن لم يقصد اتباع السنة بل قصد شيئاً من السوء، كأن يكون قد نوى تشبهاً ببعض الكافرين أو الفاجرين فعمله ليس مسنوناً بل هو عمل محرم شرعاً، وإن نوى التشبه بالنساء فعمله محرم أيضاً، وكذلك لو نوى تحسين صورته لجلب أعين النساء واستمالة قلوبهن فعمله محرم أيضاً.
وهناك حالة قد لا ينوي صاحبها اتباع السنة، ولا ينوي شيئاً من السوء فيكون عمله مباحاً لا يثاب عليه، ولا يأثم عليه.
وهناك مجموعة من التنبيهات المهمة في هذا الشأن: الأول: لا ينبغي أن يكون المسلم حريصاً على السنن التي توافق هواه فقط دون غيرها من السنن، بل ينبغي الحرص على كل السنن.
الثاني: إذا كان المسلم في مكان تمنع أنظمته من تطويل الشعر فليلتزم بذلك ولا يخالف، مثل بعض الجهات العسكرية ومثل مدارس الطلاب.
الثالث: : إذا كان تطويل شعر الأولاد يزيدهم حسناً ويسبب لهم الإيذاء من أهل السوء الذين يتتبعون الفتيان فالأحسن أن يمنعوا من تطويل الشعر إلى أن يبلغوا مبالغ الرجال.
الرابع:: ينبغي على من ترك شعره طويلاً أن ينضبط بالضوابط الشرعية الأخرى مثل: تحريم القزع، واستحباب إكرام الشعر بتنظيفه وتطييبه، وغير ذلك من الضوابط.
أسأل الله أن يجعلك من الصالحين وأن يجمل خَلقك وخُلقك.